للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدوده: مجاوزة ما أذن الله فيه إلى ما نهى عنه، فكما أن السور يمنع من كان داخله من تعديه ومجاوزته، فكذلك الإسلام يمنع من دخل فيه من الخروج عن حدوده ومجاوزتها، فليس وراء ما حد الله من المأذون فيه إلا ما نهى عنه.

وحديث أبي ثعلبة الخشني المتقدم (١)، والاعتداء فيه: تجاوز ما أذن في فعله إلى ارتكاب ما نهى عنه.

ب - وقد يطلق ويراد به نفس المحارم فيقال: لا تقربوا حدود الله. ودليل ذلك من كتاب الله قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} (٢) والمراد: النهي عن ارتكاب ما نهى الله عنه في الآية من محظورات الصيام والاعتكاف في المساجد.

ومن السنة: حديث النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها. . . (٣)» الحديث. والمراد بالقائم على حدود الله: المنكر للمحرمات والناهي عنها.

وحديث أنس بن مالك، قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أصبت حدا فأقمه علي، قال:


(١) ص ٣٥٢، ٣٥٣.
(٢) سورة البقرة الآية ١٨٧
(٣) رواه البخاري، ٤٧ ك الشركة، ٦ باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه، ج ٣، ص ١١١.