للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله من لا يشكر الناس (١)» أخرجه الإمام أحمد بهذا اللفظ، وأخرجه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن. ومن تمام الشكر لله تعالى أن لا يحتقر ما يعطى وإن قل، ولا يدعوه ذلك إلى ذم الناس أو سبهم؛ فالله سبحانه يقول: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} (٢). وعلى دافع الزكاة إذا ثبتت له حاجة الفقير والمسكين أن يعطيه ما يسد حاجته؛ فإنها حق فرضه الله لهم.

ونصيحتي لك يا أخي المسلم ويا أختي المسلمة، يا من أنعم الله عليه بالمال والغنى: أن تبرئ ذمتك مما وجب عليك، وأن تنقذ نفسك من النار؛ فتبادر بأداء الزكاة في وقتها دون تأخير، فتقي نفسك شر مالك ما دمت صحيحا، والمال في يدك، وأنت قادر على البذل والعطاء، وهي يسيرة على من يسرها الله عليه، فنسبة الزكاة بالنسبة للمال قليلة، بل هي سبب لنماء المال وبركته وتزكيته وتطهيره من الآفات وحمايته من الهلاك بإذن الله. قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (٣)، وقال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (٤)، وقال


(١) رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة) مسند أبي هريرة برقم ٧٨٧٩. وأبو داود في (الأدب) باب في شكر المعروف برقم ٤٨١١.
(٢) سورة التوبة الآية ٩١
(٣) سورة التوبة الآية ١٠٣
(٤) سورة سبأ الآية ٣٩