للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذين قال الله فيهم: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} (١) {وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ} (٢) إلى قوله {لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} (٣)، ولهذا قال تعالى هنا: {فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} (٤) أي: فجازاهم على إيمانهم وتصديقهم واعترافهم بالحق جنات تجري من تحتها الأنهار {خَالِدِينَ فِيهَا} (٥) أي: ماكثين فيها أبدا لا يحولون ولا يزولون {وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} (٦) أي: في اتباعهم الحق وانقيادهم له حيث كان وأيا كان، ومع من كان اهـ.

وممن صرح بأن هذه الآيات لم يرد بها جميع النصارى الإمام البغوي في معالم التنزيل. قال في قوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} (٧) لم يرد به جميع النصارى؛ لأنهم في عداوتهم المسلمين كاليهود في قتلهم المسلمين وأسرهم وتخريبهم بلادهم، وهدم مساجدهم وإحراق مصاحفهم لا، ولا كرامة لهم، بل الآية فيمن أسلم منهم مثل النجاشي وأصحابه. وحكى القول بأن ذلك في جميع النصارى لما فيهم من اللين حكاه بصفة التمريض.

وأما لعنة من لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من النصارى فلا يحصى ما جاء من الأدلة القطعية، ومنها ما روى البخاري ومسلم في


(١) سورة القصص الآية ٥٢
(٢) سورة القصص الآية ٥٣
(٣) سورة القصص الآية ٥٥
(٤) سورة المائدة الآية ٨٥
(٥) سورة المائدة الآية ٨٥
(٦) سورة المائدة الآية ٨٥
(٧) سورة المائدة الآية ٨٢