للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمعرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والوقوف التام على حقائق الدين.

قال الله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (١)، وقال جل وعلا: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} (٢).

ولقد أدرك أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذه الغاية إدراكا كاملا، فانطلق بدعوته من منطلق هذه الغاية العظيمة، إذ كان أول ما بدأ به الصديق رضي الله عنه خلافته خطبة عظيمة، عرض فيها الأمور المهمة التي يريد أن يتمها في عهده، فقال: (أما بعد: أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني. الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف منكم قوي عندي حتى أزيح علته وآخذ الحق له إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله. لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم بالذل، ولا يشيع قوم الفاحشة فيهم إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله


(١) سورة إبراهيم الآية ١
(٢) سورة الحديد الآية ٩