للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم حذر مجتمعه الذي تولى شؤونه من ارتكاب الفواحش؛ ليسلم ذلك المجتمع من البلاء الذي ينزله الله تعالى عليهم ببعض ما كسبوا.

وأخيرا ختم خطبته بالتأكيد مرة ثانية على مناصرته في تحمل مسؤوليات الدعوة، طالبا من أفراد المجتمع طاعته ما دام أنه في سبيل الله مطيعا لله ورسوله، فإن أخل بهذه الشروط- وحاشا الصديق أن يتعمد ذلك- فإن لمجتمعه أن يرفضوا طاعته فيما أخل به، وإلا فالبيعة باقية لا تخلع ما دامت المعصية ليست كفرا بواحا.

(لقد اختار الله للمسلمين الخير، عندما ألهمهم انتخاب أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة لهم.

وقد كان أمام أبي بكر واجب كبير، ومهمة عظيمة في تثبيت أركان دولة الخلافة، وحل المشكلات الطارئة الخطيرة التي نتجت عن وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد وفق الله أبا بكر للرأي الصواب في كل ما واجهه من الأمور والأحداث والمشكلات، ولقد ووجه بمساومات وإغراءات وعروض عجيبة من قبل المخالفين والمرتدين والخارجين؛ ليكفوا عنه وعن المسلمين، ومال بعض الصحابة حوله إلى قبول تلك العروض والمساومات ريثما يتقوى المسلمون.

ولكن الله ألهم أبا بكر رضي الله عنه رفض تلك العروض والمساومات، وعدم القيام بتنازلات، والثبات الوثيق على الكتاب