لهم: أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام، فإن أجبتم إليه فأنتم من المسلمين، لكم ما لهم وعليكم ما عليهم، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم فقد أتيتكم بأقوام هم أحرص على الموت منكم على الحياة، جاهدناكم حتى يحكم الله بيننا وبينكم. فقالوا: ما لنا في حربك من حاجة. وأعطوه الجزية، ثم قال لهم خالد مبينا أن إسلامهم أحب إليه من مالهم، قال: تبا لكم، إن الكفر فلاة مضلة، فأحمق العرب من سلكها.
وبعد ذلك بعث كتابا إلى أمراء كسرى بالمدائن يدعوهم فيه إلى الإسلام، ويبين لهم استعداد جنده للموت في سبيل هذه الدعوة التي يحملونها.
كما بعث خالد رضي الله عنه إلى هرمز صاحب الأيلة كتابا يدعوه فيه، فجمع هرمز جموعا كبيرة وسار بهم إلى كاظمة، وجعلهم يتقرنون بالسلاسل لئلا يفروا، فقدم خالد بمن معه من الجيش فنزل تجاههم على غير ماء، فأكرمهم الله تعالى إذ بعث سحابة فأمطرتهم حتى صار لهم غدران.
ولما تواجه الصفان ترجل هرمز، ودعا إلى النزال، فترجل خالد،