للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعرض عليهم الخصلتين إن أبوا ذلك.

فذهب خالد إليهم، وجلس مع قائدهم ماهان، وأخذ ماهان يثني على خالد بحكمته ودهائه، ثم قال: أتحتاج إلى مشورة هذا الرجل معك وأنت على هذه الحكمة والدهاء؟

فقال خالد: إن في عسكرنا لأكثر من ألفي رجل، كلهم لا يستغنى عن رأيه، وعن مشورته. فقال ماهان: إني أريد أن ألقي الحشمة فيما بيننا، فإن شئت بدأناك بالكلام، وإن شئت أنت فتكلم.

فقال خالد: ما أبالي أي ذلك كان، أما أنا فلا أخالك إلا وقد علمت، وبلغك ما أسأل وما أطلب، وأدعو إليه، وقد جاءك بذلك أصحابك.

فقال ماهان: الحمد لله الذي جعل نبينا أفضل الأنبياء، وملكنا أفضل الملوك، وأمتنا خير الأمم.

فقطع عليه خالد الكلام، وقال: الحمد لله الذي جعلنا نؤمن بنبينا ونبيكم وجميع الأنبياء، وجعل الأمير الذي وليناه أمورنا رجلا كبعضنا، فلو زعم أنه ملك علينا لعزلناه عنا، ولسنا نرى أن له على رجل من المسلمين فضلا، إلا أن يكون أتقى منه عند الله وأبر.

والحمد لله الذي جعل أمتنا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقر بالذنب، وتستغفر الله منه، وتعبد الله وحده، لا تشرك به شيئا، قل الآن ما بدا. فاصفر وجه ماهان.

فتكلم ماهان مرة ثانية، وقال: الحمد لله الذي أبلانا فأحسن البلاء عندنا، وأغنانا ونصرنا، فقد كانت لنا منكم يا معشر العرب جيران كنا نحسن إليهم، فلم يرعنا إلا وقد فاجأتمونا بالخيل والرجال،