للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علما، وإبرامه عزما) (١).

قال ابن كثير على الآية الكريمة: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (٢) أي: ما لمن أحسن في الدنيا العمل إلا الإحسان إليه في الدار الآخرة، كما قال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (٣). ولما كان في الذي ذكر نعم عظيمة لا يقاومها عمل، بل مجرد تفضل وامتنان، قال بعد ذلك كله: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (٤) (٥).

ويقول الحافظ الحكمي:

وثالث مرتبة الإحسان ... وتلك أعلاها لدى الرحمن

وهي رسوخ القلب في العرفان ... حتى يكون الغيب كالعيان

وهي أعلى مراتب الدين، وأعظمها خطرا، وأهلها هم المستكملون لها، السابقون بالخيرات، المقربون في علو الدرجات، والإسلام هو الأركان الظاهرة عند التفصيل، واقترانه بالإيمان، والإيمان إذ ذاك هو الأركان الباطنة، والإحسان هو تحسين الظاهر، والباطن، وأما عند الإطلاق فكل منها يشمل دين الله كله (٦).


(١) انظر: تهذيب مدارج السالكين للغزي ص ٤٨١ ط دار المطبوعات الحديثة.
(٢) سورة الرحمن الآية ٦٠
(٣) سورة يونس الآية ٢٦
(٤) سورة الرحمن الآية ٦١
(٥) تفسير ابن كثير جـ ٧ ص ٤٨٠ ط الشعب.
(٦) معارج القبول للحافظ الحكمي جـ ٢ ص ٣٩٩.