للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- صلى الله عليه وسلم - في حقه. إن معناهما واحد إلا عند البوطي اختراعا من عنده، حمله عليه الحقد والبغضاء لأهل الحق.

والحمد لله أنه لم يجد على أهل الحق ما يعابون به سوى هذه الكلمة التي زعمها باطلا وهي حق، هذا وإن ما ذكره الأستاذ / يوسف الرفاعي في أوراقه التي سماها نصيحة ينقسم إلى قسمين: القسم الأول حق وعلماء نجد وغيرهم من أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا قائلون به. لكنه رآه باطلا ونصح بتركه لعمى بصيرته.

ومن أعمى الله بصيرته فإنه يرى الباطل حقا، والحق باطلا: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} (١).

وما كل من تظاهر بالنصيحة يكون ناصحا، فإبليس قال لآدم وحواء حينما أغراهما بالأكل من الشجرة التي نهاهما الله عنها كما قال الله تعالى عنه: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} (٢) وفرعون قال لقومه حينما حذرهم من اتباع موسى عليه السلام: {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (٣).

فأحيانا يظهر العدو بصورة الناصح خداعا ومكرا، أو يخيل إليه أن عمله هذا إصلاح: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} (٤) {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} (٥).

فيجب الحذر من


(١) سورة المائدة الآية ٤١
(٢) سورة الأعراف الآية ٢١
(٣) سورة غافر الآية ٢٦
(٤) سورة البقرة الآية ١١
(٥) سورة البقرة الآية ١٢