للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يفعله المشركون، قال: قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (٢)».

فالتبرك بالآثار وإحياؤها وسيلة إلى الشرك وعبادة غير الله سبحانه وتعالى، كما حصل لقوم نوح لما غلو بآثار الصالحين حتى آل بهم الأمر إلى عبادتها من دون الله - عز وجل - وهذا ما أنكره علماء نجد وغيرهم من أهل السنة. وإذا عمل على إحيائها وتتبعها أدى هذا إلى الشرك بحجة أنها آثار أنبياء أو أناس صالحين وما هلك من هلك من الأمم إلا بتتبع آثار أنبيائهم والغلو فيها وهذا ما يريده شياطين الإنس والجن.

١٠ - ومما عابه عليهم: منع كتابة بردة البوصيري على الجدران.

وأقول: هذا المنع هو الصواب، لما فيها وفي أمثالها من الغلو والشركيات التي لا تخفى على ذي بصيرة، مثل قوله في حق النبي - صلى الله عليه وسلم -:

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم

وقوله: إن الدنيا والآخرة من جود النبي، صلى الله عليه وسلم، وإن ما كتبه القلم في اللوح المحفوظ هو بعض علم النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلى غير ذلك من الكفريات والشركيات التي جره إليها الغلو.

والكتابة على الجدران لا سيما في المساجد ليست من هدي الإسلام ولو خلت من الشرك، فما بالك إذا اشتملت على الشرك، وهل كتابتها على الجدران ونحوها إلا إعلان للشرك الصريح ودعوة


(١) سنن الترمذي الفتن (٢١٨٠)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٢١٨).
(٢) سورة الأعراف الآية ١٣٨ (١) {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}