للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسنة القنوت في صلاة الوتر وفي الفرائض عند النوازل كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل، والمرجع في هذا إلى الأحاديث الصحيحة. ومن خالفها من أصحاب المذاهب فلا عبرة بخلافه، كما قال الشاعر:

وليس كل خلاف جاء معتبرا ... إلا خلاف له حظ من النظر

وقال آخر:

ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين النصوص وبين رأي فقيه

٩ - ومما عابه عليهم: منعهم من إحياء الآثار المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم، أو لأحد من أصحابه.

وأقول: هذا المنع متعين من أجل سد الطرق المفضية إلى الشرك، من التبرك بها والاعتقاد فيها.

وهذا هو عمل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه معها، فلم يكونوا يهتمون بهذه الآثار ولا يذهبون إليها، فلم يكن - صلى الله عليه وسلم - بعد البعثة يذهب إلى غار حراء، ولا إلى غار ثور، ولا إلى موضع غزوة بدر، ولا إلى المكان الذي ولد فيه من مكة، ولا كان يفعل ذلك أحد من أصحابه، بل إن عمر رضي الله عنه قطع الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان عام الحديبية لما رأى بعض الناس يذهبون إليها، فقطعها خشية الغلو بها. ولما «قال بعض الصحابة حديثي العهد بالإسلام للنبي - صلى الله عليه وسلم -: " اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط " أي شجرة يتبركون بها كما