للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نصلي عليه فقال: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد (١)». . . " إلى آخر الحديث. فلسنا بحاجة إلى صلاة مبتدعة في كتاب دلائل الخيرات أو غيره. وإنما نصلي عليه كما أمرنا وعلمنا، صلوات الله وسلامه عليه، وفي ذلك الخير والاتباع وما عداه فهو الشرك والابتداع.

٧ - ومما عابه عليهم: منع الاحتفال بمناسبة مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأقول: منعهم لهذا الاحتفال لأنه بدعة لم يفعله - صلى الله عليه وسلم - ولا أحد من أصحابه والتابعين لهم بإحسان. وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة (٢)».

ويدخل في ذلك بدعة الاحتفال بمناسبة المولد، فمن فعله فهو مبتدع. ونحن وغيرنا من أهل السنة في كافة الأقطار ننكره ونحذر منه ومن غيره من البدع.

والاحتفال بأعياد الموالد من إحداث الشيعة الفاطميين ومن قلدهم من المتصوفة والقبورية. والاحتفال بمناسبة مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعله النبي ولا صحابته ولا القرون المفضلة.

٨ - ومما عابه عليهم: تركهم للقنوت في صلاة الفجر إلا في حالة النوازل.

وأقول: منعهم له لأنه لا دليل عليه في غير هذه الحالة، ولا يقول به جمهور علماء الأمة، والواجب اتباع الدليل. ولما سئل عنه بعض الصحابة قال: إنه محدث. وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها.

والله تعالى يقول: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (٣)


(١) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (٣٣٧٠)، صحيح مسلم الصلاة (٤٠٦)، سنن الترمذي الصلاة (٤٨٣)، سنن النسائي السهو (١٢٨٨)، سنن أبو داود الصلاة (٩٧٦)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٩٠٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٤٤)، سنن الدارمي الصلاة (١٣٤٢).
(٢) سنن أبو داود السنة (٤٦٠٧)، سنن الدارمي المقدمة (٩٥).
(٣) سورة النساء الآية ٥٩