للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو السنة في زيارة القبور لا ما يفعله المشركون حولها من الشرك بالله والغلو فيها. وقد لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - اليهود والنصارى لاتخاذهم القبور مساجد يحذر ما صنعوا، ونهى عن الصلاة عند القبور والدعاء عندها، ومنع من البناء عليها وعن تجصيصها والكتابة عليها؛ كل ذلك من أجل منع الغلو فيها؛ لأن ذلك يصيرها أوثانا تعبد من دون الله، كما حصل في الأمم السابقة وفي متأخري هذه الأمة لما غلوا في القبور.

٥ - ومما عابه عليهم: منع البناء على القبور عملا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «لا تدع قبرا مشرفا إلا سويته (١)»، وقوله - صلى الله عليه وسلم: «إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك (٢)» وذلك لأن هذا من وسائل الشرك، فهم منعوه عملا بسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ولو كره المشركون والمبتدعة والمخرفون. فعلماء نجد وغيرهم يتبعون هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في القبور ويخالفون المبتدعة والمشركين.

٦ - ومما عابه عليهم: منع كتاب دلائل الخيرات وأمثاله من الكتب الضالة من دخول المملكة؛ لما فيه من الشركيات والغلو في حق النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأقول: هذا هو الواجب وذلك لحماية عقيدة المسلمين من الغلو الذي حذر منه - صلى الله عليه وسلم، وقد علمنا - صلى الله عليه وسلم - كيف


(١) صحيح مسلم الجنائز (٩٦٩)، سنن الترمذي الجنائز (١٠٤٩)، سنن النسائي الجنائز (٢٠٣١)، سنن أبو داود الجنائز (٣٢١٨)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ١٣٩).
(٢) وقوله صلى الله عليه وسلم: " إن من كان قبلكم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله ".