للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واللفظ لمسلم.

قال ابن القيم: (وهذا يدل على أنه كان في عمرة معها حج، فإنه لا يحل من العمرة حتى يحل من الحج، وهذا على أصل مالك والشافعي ألزم، لأن المعتمر عمرة مفردة لا يمنعه عندهما الهدي من التحلل، وإنما يمنعه عمرة القران، فالحديث على أصلهما نص) (١).

وقال ابن حجر: (قول حفصة: «ولم تحل من عمرتك (٢)» وقوله هو: «حتى أحل من الحج (٣)»، ظاهر في أنه كان قارنا. وأجاب من قال: كان مفردا على قولها: «ولم تحل من عمرتك (٤)» بأجوبة: أحدها: قاله الشافعي: معناه: ولم تحل أنت من إحرامك الذي ابتدأته معهم بنية واحدة، بدليل قوله: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة (٥)». وقيل: معناه: ولم تحل من حجك بعمرة كما أمرت أصحابك. قالوا: وقد تأتي (من) بمعنى الباء، كقوله تعالى: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (٦) أي بأمر الله، والتقدير: ولم تحل أنت بعمرة من إحرامك، وقيل: ظنت أنه فسخ حجه بعمرة كما فعل أصحابه بأمره، فقالت: «لم لم تحل أنت أيضا من عمرتك؟ (٧)» ولا يخفى ما في بعض هذه التأويلات من


(١) زاد المعاد ٢/ ١١١.
(٢) صحيح البخاري المغازي (٤٣٩٨)، صحيح مسلم الحج (١٢٢٩)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٨٢)، سنن أبو داود المناسك (١٨٠٦)، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠٤٦)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٨٥)، موطأ مالك الحج (٨٩٧).
(٣) صحيح البخاري الحج (١٦٩٧)، صحيح مسلم الحج (١٢٢٩)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٨٢)، سنن أبو داود المناسك (١٨٠٦)، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠٤٦)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٨٣)، موطأ مالك الحج (٨٩٧).
(٤) صحيح البخاري المغازي (٤٣٩٨)، صحيح مسلم الحج (١٢٢٩)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٨٢)، سنن أبو داود المناسك (١٨٠٦)، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠٤٦)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٨٥)، موطأ مالك الحج (٨٩٧).
(٥) صحيح البخاري الحج (١٦٥١)، صحيح مسلم الحج (١٢٤٠)، سنن النسائي كتاب مناسك الحج (٢٨٠٥)، سنن أبو داود المناسك (١٧٨٧)، سنن ابن ماجه المناسك (٢٩٨٠)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٦٦).
(٦) سورة الرعد الآية ١١
(٧) صحيح البخاري الحج (١٥٦٦)، صحيح مسلم الحج (١٢٢٩)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٨٢)، سنن أبو داود المناسك (١٨٠٦)، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠٤٦)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٨٤)، موطأ مالك الحج (٨٩٧).