للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما من موسم من هذه المواسم إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته يتقرب بها إليه، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته عليه. فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه، بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار، وما فيها من اللفحات (١).

وقد فضل الله عشر ذي الحجة على سائر الأيام، وجعل العمل الصالح فيها أحب إليه من العمل في غيرها.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيء (٢)» وعنه أيضا قال صلى الله عليه وسلم: «ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل - ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى. قال: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء (٣)».


(١) طائف المعارف، ص٤٠.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق (١/ ٣٠٦)، وأبو داود في كتاب الصوم، باب صوم العشر (٢/ ٨١٥)، وهذا لفظه.
(٣) أخرجه الدارمي في كتاب الصوم، باب فضل العمل بالعشر (٢/ ٤١)، والطحاوي في مشكل الآثار (٤/ ١١٤)، وقال الألباني في إرواء الغليل (٣/ ٣٩٨): ((وإسناده حسن)).