للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذان الحديثان وغيرهما، يدلان على تفضيل العمل في العشر على العمل في سائر الأيام، ولذا أقسم الله تعالى بها، والإقسام بالشيء دليل على أهميته ومكانته، اقال تعالى: {وَالْفَجْرِ} (١) {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (٢) والمراد بالليالي العشر عشر ذي الحجة، كما هو قول ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف (٣)، ورجحه ابن كثير (٤)، وابن رجب (٥)، ونسبه الشوكاني في تفسيره إلى جمهور المفسرين (٦).

قال ابن كثير (٧): (وبالجملة فهذا العشر قد قيل: إنه أفضل أيام السنة، كما نطق به الحديث، وفضله كثير على عشر رمضان الأخير؛ لأن هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك، من صلاة، وصيام، وصدقة وغيره، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه. وقيل: ذلك أفضل، لاشتماله على ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.

وتوسط آخرون فقالوا: أيام هذا أفضل، وليالي ذلك أفضل، وبهذا يجتمع شمل الأدلة، والله أعلم).

وهذا ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية عندما سئل عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟


(١) سورة الفجر الآية ١
(٢) سورة الفجر الآية ٢
(٣) ينظر: تفسير ابن كثير ٥/ ٤١٢.
(٤) ينظر: المصدر السابق الجزء والصفحة.
(٥) ينظر: لطائف المعارف، ص ٤٧٠.
(٦) ينظر: فتح القدير ٥/ ٤٣٢.
(٧) تفسير ابن كثير ٥/ ٤١٢.