للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأجاب بقوله (١): (أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.

قال ابن القيم: وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب، وجده شافيا كافيا، فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة، وفيها يوم عرفة، ويوم النحر، ويوم التروية.

وأما ليالي عشر رمضان، فهي ليالي الإحياء، التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها، وفيها ليلة خير من ألف شهر، فمن أجاب بغير هذا التفصيل، لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة).

وبهذا كله يظهر ما لهذه العشر من المكانة، وما للعمل فيها من الفضل، حيث لم يستثن النص إلا عملا واحدا، وهو المجاهد الذي خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء، أما بقية أنواع الجهاد، فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله عز وجل منه، وكذلك سائر الأعمال، وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره، ويزيد عليه، لمضاعفة ثوابه وأجره (٢).

وقد علل الحافظ ابن حجر المسوغ لهذا الفضل وهذه المكانة بقوله (٣): (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة،


(١) مجموع فتاوى ابن تيمية ٢٥/ ٢٨٧.
(٢) ينظر: لطائف المعارف، ص ٤٥٩.
(٣) فتح الباري ٢/ ٤٦٠.