للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليس المراد من هذا أن السنة في تحية الموتى أن يقال: عليكم السلام، بل هذا إشارة إلى ما جرت به العادة في تحية الأموات، بتقديم الاسم على الدعاء، كما قال الشماخ:

عليك سلام من أمير وباركت ... يد الله في ذلك الأديم الممزق (١)

فتحية الأحياء والأموات سواء لا تختلف كما سيأتي معنا إن شاء الله (٢).

أما إذا كان الدعاء في الشر فيقدم اسم المدعو عليه، فيقال: عليه لعنة الله.

قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} (٣)، ويجوز في (السلام) لغتان، فيجوز أن نقول: سلام عليكم، ويجوز أن نقول: السلام عليكم، وتكون الألف واللام للتفخيم (٤) وإذا سلم المسلم على أخيه المسلم فلا مانع أن يصافحه، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة:

٨ - قال كعب بن مالك: (دخلت المسجد، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني)


(١) انظر شرح السنة للبغوي: ٥/ ٤٦٩ وما بعدها.
(٢) انظر: جامع الأصول: ٦/ ٦٠٦.
(٣) سورة ص الآية ٧٨
(٤) انظر جامع الأصول: ٦/ ٦٠٦.