للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل العلم (١).

ولإفشاء السلام فوائد عظيمة تعود على أفراد المجتمع بالخير الجزيل في الدنيا والآخرة، فمنها ما أخرجه الإمام مسلم:

٢٠ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم (٢)» قال ابن العربي - كما في الفتح-: (فيه أن من فوائد إفشاء السلام حصول المحبة بين المتسالمين، وكان ذلك لما فيه من ائتلاف الكلمة، لتتم المصلحة بوقوع المعاونة على إقامة شرائع الدين وإخزاء الكافرين، وهي كلمة إذا سمعت أخلصت القلب الواعي لها عن النفور إلى الإقبال على قائلها) (٣).

وعندما سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن لهم في الجلوس في الطرقات، فلم يرخص لهم إلا إذا قاموا بحق الجلوس، ومن حقه رد السلام:

٢١ - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والجلوس في الطرقات. فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها، فقال: فإذ أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه. قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض


(١) انظر شرح السنة: ١٢/ ٢٥٥.
(٢) كتاب الإيمان، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون ١/ ٧٤ ح (٥٤).
(٣) فتح الباري: ١١/ ١٨ وما بعدها.