للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (١)». والسبب في النهي عن الجلوس في الطرقات، لأن الجالس يتعرض للفتن بالنظر إلى النساء الشواب عندما يمررن في الطرقات، كما يعرض الجالس نفسه للقيام ببعض الأمور المحذورة، وقد لا يقوى على القيام بها، فندبهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ترك الجلوس حسما للمادة، لكن الصحابة بينوا للرسول ضرورتهم إلى تلك المجالس، فأذن لهم، وأرشدهم إلى ما يزيل تلك المفاسد (٢).

كما أن السلام ليس مقتصرا على الرجال بل يشمل النساء، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسلم على النساء وهن في المسجد:

٢٢ - قالت أسماء بنت يزيد: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوما، وعصبة من النساء قعود، فألوى بيده بالتسليم (٣)»، وأشار عبد الحميد بيده، وقد اختلف العلماء في تسليم الرجال على


(١) أخرجه البخاري مع الفتح، كتاب الاستئذان، باب قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا الآية، ١١/ ٨ ح (٦٢٢٩). ومسلم، كتاب السلام، باب حق الجلوس على الطريق العام ٤/ ١٧٠٤ ح (٣).
(٢) انظر فتح الباري: ١١/ ١١ و ١٢.
(٣) أخرجه الترمذي، كتاب الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على النساء ٥/ ٥٨ ح (٢٦٩٧) وحسنه. وأبو داود، كتاب الأدب، باب في السلام على النساء، ٤/ ٣٥٢ ح (٥٢٠٤) بلفظ: ((مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا)). والدارمي، كتاب الاستئذان، باب في التسليم على النساء، ٢/ ٢٧٧. ثلاثتهم من طريق ((شهر بن حوشب)) وقد اختلف العلماء في الاحتجاج به، والصحيح أنه من رجال الحسن، ولا يسلم ما قاله الحافظ ابن حجر بحقه، انظر ميزان الاعتدال: ٢/ ٢٨٣ وما بعدها، وسير أعلام النبلاء: ٤/ ٣٧٢ والتقريب ص ٢٦٩