للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتاركة والمباعدة وليس القصد فيهما التحية) (١) أما إذا سلم عليهم بلفظ يقتضي خروجهم، كأن يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، كما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، فجائز.

وكذلك يجوز أن يقول: السلام على من اتبع الهدى (٢) أما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه (٣)» فهو كما قال القرطبي: (لا تتنحوا لهم عن الطريق الضيق إكراما لهم واحتراما، وليس المعنى: إذا لقيتموهم في طريق واسع فألجئوهم إلى حرفه حتى يضيق عليهم، لأن ذلك أذى لهم، وقد نهينا عن أذاهم بغير سبب) (٤).

وقد استثنى عبد الله بن مسعود ما إذا كانت هناك حاجة دينية أو دنيوية كحق الرفقة مثلا:

٣٥ - قال الحافظ ابن حجر: أخرج الطبري بسند صحيح عن علقمة قال: (كنت ردفا لابن مسعود، فصحبنا دهقان، فلما انشعبت له الطريق أخذ فيها، فأتبعه عبد الله بصره، فقال: السلام عليكم، فقلت: ألست تكره أن يبدءوا بالسلام؟ قال: نعم، ولكن


(١) المرجع السابق، وهناك أجوبة أخرى انظرها فيه.
(٢) انظر فتح الباري: ١١/ ٤٠.
(٣) صحيح مسلم السلام (٢١٦٧)، سنن الترمذي السير (١٦٠٢)، سنن أبو داود الأدب (٥٢٠٥)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٤٤).
(٤) المرجع السابق، وانظر فيه حكم السلام على أهل البدع والفساق.