للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حق الصحبة) ثم قال الحافظ: وبه قال الطبري (١).

قلت: ومثله حق الجوار وحق التعلم.

وإذا مر بمجلس فيه مسلمون ومشركون فإنه يسلم ويقصد بسلامه المسلمين؛ لحديث:

٣٦ - عروة بن الزبير قال: (أخبرني أسامة بن زيد «أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا، عليه إكاف، تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة بن زيد، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج - وذلك قبل وقعة بدر - حتى مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن (٢)» الحديث بطوله.

قال ابن العربي -كما في الفتح-: (ومثله إذا مر بمجلس يجمع أهل السنة والبدعة، بمجلس فيه عدول وظلمة، وبمجلس فيه محب ومبغض) (٣).

وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقلد اليهود أو غيرهم في السلام الذي جعل من شعار هذه الأمة:

٣٧ - فعن جابر بن عبد الله مرفوعا «لا تسلموا تسليم


(١) المرجع السابق: ١١/ ٤١.
(٢) صحيح البخاري الاستئذان (٦٢٥٤)، صحيح مسلم الجهاد والسير (١٧٩٨)، سنن الترمذي الاستئذان والآداب (٢٧٠٢)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٢٠٣).
(٣) فتح الباري: ١١/ ٣٩.