للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليهود، فإن تسليمهم بالرءوس والأكف (١)» أما من كان بعيدا ولا يسمع السلام فلا مانع من أن يشير بيده متلفظا بالسلام (٢)

ويشرع للمسلم أن يرسل سلاما مع شخص لغائب أو يكتب ذلك في رسالة وحينئذ يجب الرد من حين وصوله السلام.

وقد جاء في هذا أكثر من حديث:

٣٨ - فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب (٣)» وجاء ردها عند النسائي فقالت: (إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته).

وبهذا الجواب يتبين سعة فقهها وفهمها؛ لأنها لم تقل: وعليه السلام؛ لأن السلام اسم من أسمائه تعالى، وهو دعاء أيضا بالسلامة، وكلاهما لا يصلح أن يرد بهما على الله تعالى، فجعلت الثناء عليه مكان رد


(١) ذكره في الفتح: ١١/ ١٩ وعزاه للنسائي، وقال الحافظ ابن حجر: ((سنده جيد)). وبحثت عنه في السنن فلم أجده، ثم بحثت عنه في تحفة الأشراف فوجدته فيها ٢/ ٧٤٢ وعزاه للنسائي في ((اليوم والليلة)) وبحثت عنه في كتاب اليوم والليلة بتحقيق عبد القادر عطا فلم أجده.
(٢) انظر الفتح: ١١/ ١٩.
(٣) صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، ٧/ ١٣٣ وما بعدها حديث (٣٨٢٠).