للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد: فإني لما رأيت قصور الهمم عن الإكثار، وميلها إلى الإيجاز والاختصار، صنفت مختصرا في أصول الفقه، ثم اختصرته على وجه بديع، وسبيل منيع، لا يصد اللبيب عن تعلمه صاد، ولا يرد الأريب عن تفهمه راد) (١) وقال النووي في كتاب (المنهاج) وهو مختصر لكتاب (المحرر) للرافعي: وأتقن مختصر (المحرر) للإمام أبي القاسم الرافعي، لكن في حجمه كبر، يعجز عن حفظه أكثر أهل العصر إلا بعض أهل العنايات، فرأيت اختصاره في نحو نصف حجمه، ليسهل حفظه، مع ما أضمه إليه -إن شاء الله تعالى- من النفائس المستجادات.

منها: التنبيه على قيود في بعض المسائل هي من الأصل محذوفات.

ومواضع يسيرة ذكرها في المحرر على خلاف المختار في المذهب، وإبدال ما كان من ألفاظه غريبا أو موهما خلاف الصواب.

ومسائل نفيسة أضمها إليه ينبغي ألا يخلى الكتاب منها، وقد أقدم بعض مسائل الفصل لمناسبة أو اختصار (٢) وقال السيوطي في مقدمة كتابه الفذ (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) ما نصه: (فلما ألفت كتاب (ترجمان القرآن) وهو التفسير المسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تم بحمد الله في مجلدات، فكان ما أوردته فيه من الآثار بأسانيد الكتب المخرجة منه واردات، رأيت قصور أكثر الهمم عن تحصيله، ورغبتهم في الاقتصار على متون


(١) المختصر، ص (٨).
(٢) انظر المنهاج مع مغني المحتاج (١/ ١١ - ١٥).