أوتي فهما، وجلدا، وبصيرة في العلم لكن لا ريب أن الاتجاه إلى ابتداء التأليف في موضوعات مهمة، أو في تجلية أحكام النوازل، والاتجاه إلى الإبداع في التأليف في أمور لم يسبق إليها، أو تشتد حاجة الأمة إلى توضيحها - أولى، وفي كل خير.
ولقصور الهمم ووهن العزائم دور في اتجاه العلماء إلى الاختصار، مراعاة لحال المتعلمين، وموافقة لواقع المجتمعات الإسلامية، وما لا يدرك كله لا يترك جله.
وهكذا نجد أن الكثير من العلماء يذكر في مقدمة كتابه -كالمعتذر- ما سوغ له الاختصار، ودعاه إلى الاقتصار على مهمات المسائل، والإيجاز دون البسط والتطويل.
قال ابن حزم في مقدمة كتابه (المحلى): (فإنكم رغبتم أن نعمل للمسائل المختصرة التي جمعناها في كتابنا الموسوم بالمحلى شرحا مختصرا أيضا نقتصر فيه على قواعد البراهين بغير إكثار؛ ليكون مأخذه سهلا على الطالب والمبتدئ، ودرجا إلى التبحر في الحجاج ومعرفة الاختلاف)(١) وقال ابن الحاجب في شأن مختصره في أصول الفقه: (أما