يحسن أن يحذف أسانيده، ويبقي على المتون فقط، إذا لم يكن الكتاب مشتهرا ونسخه كثيرة منتشرة.
وإذا كان الكتاب في الرجال، الرواة فلا يحسن أن يبقي شيئا من سيرة الراوي الذاتية، ونسبه، وصنعته، ولقبه، ويحذف الحكم عليه وبيان حاله في الرواية.
وهكذا ينبغي أن يكون نظره دقيقا للكتاب الذي يتصدى لاختصاره، فليس المقصود من الاختصار تقليل الصفحات، والتخلص من المجلدات.
١١ - نسبة الكتاب إلى مصنفه، والتنويه به في عنوان المختصر، أو في مقدمته، أو فيهما؛ حتى لا يؤدي عدم التنويه به إلى طمس ذكره ونسيان أمره، في حين أن الجهد الأساسي هو له، لا للمختصر.
١٢ - عدم التغيير في ترتيب الكتاب الأصلي، وفي سياقه دون الحاجة إلى ذلك، لأن هذا وسيلة بل حيلة تؤدي إلى انتحال تأليف غيره، ونسبته إلى نفسه، وليس له فيه إلا تقديم المتأخر، أو تأخير المتقدم، أو العبث في سياقه، وهذا التغيير لا مسوغ له، فإن رام التسهيل، وتيسير الوصول إلى مسائله ومباحثه، فليجعل ذلك في فهارس مفصلة في آخر الكتاب.
١٣ - أن يبين عمله في الكتاب بيانا واضحا، وطريقته في الاختصار، ومنهجه في ذلك، حتى يمكن الحكم على عمله بالصواب أو بالخطأ، ليبرأ صاحب الأصل من خطئه، ويخرج من عهدته، وكذلك ينبغي أن يبين مسوغات عمله واختصاره لهذا الكتاب.