للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصحابة: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (١)». رواه مسلم.

فواجب على كل من عرف الحق بدلائله أن يبينه وينشره بين الناس، سيما في هذه الأزمان التي اشتدت فيها غربة الإسلام، وبات المعروف فيها منكرا والمنكر فيها معروفا، وقل من يرفع رأسه بالحق ويظهره فلا حول ولا قوة إلا بالله وسلوانا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء (٢)».

وقبل البدء في ذلك أقدم بمقدمة أرى أنها نافعة فأقول مستعينا بالله: لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح، أمر ملائكته بالسجود له، وكان إبليس من الجن، وليس من الملائكة، وإنما دخل في خطابهم لتوسمه بأفعال الملائكة وتشبهه بهم وتعبده وتنسكه، لكن حين أمروا بالسجود وسجد الملائكة، لم يسجد إبليس اللعين: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (٣). ويقول سبحانه في سورة الكهف: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} (٤) الآية. أبى أن يسجد لآدم كبرا وحسدا وبغيا فكان عاقبته أن طرد من رحمة الله وحلت عليه لعنة الله، لكن الخبيث ازداد بغيه وعظم حقده على آدم


(١) سنن الترمذي البر والصلة (١٩٢٦)، سنن النسائي البيعة (٤١٩٩).
(٢) صحيح مسلم كتاب الإيمان (١٤٥)، سنن ابن ماجه كتاب الفتن (٣٩٨٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٨٩).
(٣) سورة البقرة الآية ٣٤
(٤) سورة الكهف الآية ٥٠