للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول سبحانه: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} (١).

ودليل الاستجابة لدعوته صلى الله عليه وسلم، قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (٢).

فأمر بالاستجابة للرسول صلى الله عليه وسلم وقرنها بالاستجابة لله سبحانه وتعالى، وسمى ما يدعو إليه صلى الله عليه وسلم حياة؛ لما فيه من نجاتهم وبقائهم وحياتهم بالإسلام بعد موتهم بالكفر. وحذر من عدم الاستجابة للرسول صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (٣).

ومن حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله محبته صلى الله عليه وسلم ونصرته وموالاته وتعظيمه، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم تكون النصرة لسنته صلى الله عليه وسلم، فدليل محبته صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم: «فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده (٤)»، وفي حديث أنس عنه صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين (٥)» متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة


(١) سورة المؤمنون الآية ٤٤
(٢) سورة الأنفال الآية ٢٤
(٣) سورة القصص الآية ٥٠
(٤) صحيح البخاري الإيمان (١٤)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٥٠١٥).
(٥) صحيح البخاري الإيمان (١٥)، صحيح مسلم الإيمان (٤٤)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٥٠١٣)، سنن ابن ماجه المقدمة (٦٧)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٢٧٨)، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٤١).