للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (١) وقال سبحانه في شأن من لم يرفع بالعلم رأسا: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} (٢) {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (٣).

وأنتم يا علماء الإسلام ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في تبليغ رسالة الله «وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر (٤)».

ولا يصدنكم عن الحق وبيانه كثرة من ضل، فإن الكثرة لا تدل على أن الحق في جانبهم بل إن الله قد ذم الكثرة في مواضع، منها قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (٥) وقوله: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} (٦)، وقوله عز وجل: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} (٧)، كما أن القلة لا تعني أن


(١) سورة آل عمران الآية ١٨٧
(٢) سورة الأعراف الآية ١٧٥
(٣) سورة الأعراف الآية ١٧٦
(٤) سنن الترمذي العلم (٢٦٨٢)، سنن أبو داود العلم (٣٦٤١)، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٢٣)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ١٩٦).
(٥) سورة الحديد الآية ٢٦
(٦) سورة المائدة الآية ٤٩
(٧) سورة الأنعام الآية ١١٩