للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحق ليس معهم فإن الله قد أثنى على القلة في مواضع فقال: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (١)، وقال سبحانه: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} (٢)، وغير ذلك من الآيات.

فعلم بهذا أن العبرة إنما هي بالحق وإن كنت وحدك كما قاله بعض السلف. وكذلك أيضا يجب على العالم ألا ينساق لما اعتاده الناس وجروا عليه مما يخالف الشرع بل عليه البلاغ والبيان وإن رفضه الناس والله سبحانه يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (٣).

ووصية أخيرة لحكام المسلمين وولاة أمورهم وأمرائهم بأن ينصحوا لرعاياهم ومن تحت أيديهم وأن يحملوهم على الحق، وأن يحكموا فيهم شرع الله وأن يسعوا في رفع البدع والضلالات عن بلدانهم فإن الله سائلهم عن ذلك كله يقول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والإمام راع ومسئول عن رعيته (٤)». نسأل الله سبحانه أن يفتح على قلوب الجميع وأن يرزقنا جميعا الصلاح والهداية وحب هذا الدين والعمل على نشره وتوعية الناس به.

كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمور المسلمين للحكم بشريعته والعمل بما يرضيه وأن يرزقهم البطانة الصالحة ويسددهم في


(١) سورة سبأ الآية ١٣
(٢) سورة ص الآية ٢٤
(٣) سورة العنكبوت الآية ٦٩
(٤) صحيح البخاري في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس (٢٤٠٩)، صحيح مسلم الإمارة (١٨٢٩)، سنن الترمذي الجهاد (١٧٠٥)، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (٢٩٢٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٢١).