للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لله، وأن يحذر الرياء، وأن يكون في دعوته يقصد وجه الله والدار الآخرة، لا رياء الناس ولا مدحهم أو قصد عرض في الدنيا، فالمؤمن إنما يريد وجه الله والدار الآخرة؛ ولهذا قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (١).

وهناك شيء آخر وهو تحري الألفاظ المناسبة والرفق في الكلام وعدم الغلظة إلا عند الضرورة إليها، كما قال عز وجل: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (٢) وقال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (٣)، يعني اليهود والنصارى {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (٤) فلا بد من العناية بالرفق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرفق لا يكون في الشيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه (٥)»، وقال عليه الصلاة والسلام: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله (٦)» فعلى المؤمن في دعوته الرفق والأسلوب الحسن حتى يستجاب له، وحتى لا يقابل بالرد أو بالأسلوب الذي لا يناسب الداعي إلى الله، فإن بعض الناس عند الشدة قد يقابل بسببها بالسب والشتم والأسلوب الرديء مما يزيد الطين بلة، ولكن متى كان الداعي إلى الله رفيقا ذا أسلوب صالح فإنه لن يعدم- إن شاء الله- قبول دعوته أو على الأقل المقابلة الحسنة والكلام الطيب الذي يرجى من ورائه أن يتأثر المدعو بالدعوة. والله ولي التوفيق.


(١) سورة فصلت الآية ٣٣
(٢) سورة النحل الآية ١٢٥
(٣) سورة العنكبوت الآية ٤٦
(٤) سورة العنكبوت الآية ٤٦
(٥) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٤)، سنن أبو داود الأدب (٤٨٠٨)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٢٥).
(٦) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٢)، سنن أبو داود الأدب (٤٨٠٩)، سنن ابن ماجه الأدب (٣٦٨٧)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٦٦).