للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحدها: ما ذكرناه، وما تركنا أكثر مما ذكرنا، مما يدل على أن الكلام هو النطق (وحمله على حقيقته بحمل كلمة) (١) الأخطل على مجازها أولى من العكس، الثاني: أن الحقيقة يستدل عليها بسبقها (٢) إلى الذهن وتبادر الأفهام إليها، وإنما يفهم من إطلاق الكلام ما ذكرناه.

الثالث: ترتيب الأحكام على ما ذكرنا دون ما ذكروه.

الرابع: قول أهل العربية الذين هم أهل اللسان، وهم أعرف بهذا الشأن.

الخامس: الاشتقاق الذي ذكرناه.

السادس: أنه لا تصح إضافة ما ذكروه إلى الله تعالى، فإنه جعل الكلام في الفؤاد، والله تعالى لا يوصف بذلك، وجعل اللسان دليلا عليه، ولأن الذي عنى الأخطل بالكلام هو التروي والفكر واستحضار المعاني وحديث النفس ووسوستها، فلا يجوز إضافة شيء من ذلك إلى الله تعالى (بلا خلاف بين المسلمين) (٣)، ومن أعجب الأمور أن خصومنا ردوا على الله وعلى رسوله وخالفوا جميع الخلق


(١) في ب (وجملة القول أن حمل كلام).
(٢) في (ب) غير واضحة.
(٣) في ب (وخالفوا جميع الخلق).