للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حقا وإن لزوجك عليك حقا (١)»، وكذلك الحديث الذي يروى عنه صلى الله عليه وسلم: «روحوا القلوب ساعة وساعة (٢)»

ففي الأحاديث السابقة وغيرها دلالة على مراعاة الإسلام لحق النفس في الراحة، وإعطائها حقها من ذلك ما دام أنه ضمن الإطار الشرعي، وداخل الحدود المقبولة اجتماعيا، ومما لا شك فيه أن الأصل في الترويح أن يتلازم مع وقت الفراغ ويمارس فيه، كما يجب أن يكونا متعادلين في الكمية فلا يطغى أحدهما على الآخر، ففي زيادة وقت الفراغ في حياة الإنسان وتركه دون استغلال فإنه يتحول إلى مشكلة، وفي زيادة الترويح على أوقات الفراغ تصبح الحياة لهوا ولعبا.

وهذا ما جعل الصحابي الجليل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- يقول: إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، وهذا أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقول: إني لأستجم لقلبي بالشيء من اللهو؛ ليكون


(١) صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب حق الجسم في الصوم، ج ٢، ص ٦٩٧.
(٢) مسند الشهاب، محمد بن سلامة القضاعي، مراجعة حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤٠٥ هـ، ج ١، ص ٣٩٣. وكذلك: تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث، عبد الرحمن بن علي الأثري، دار الكتاب العربي، بيروت، بدون تاريخ، ص ٨٥. وقال عن الحديث: أخرجه الديلمي من رواية أبي نعيم وغيره عن أنس مرفوعا، ويشهد له ما في صحيح مسلم وغيره من حديث حنظلة ساعة وساعة.