أقوى لي على الحق، ومن هنا فإن الترويح يمكن أن يكون له بعد تعبدي إذا احتسبه الإنسان قربة لله، أو ليتقوى به على الطاعة.
وعلى ذلك يمكن أن تكون جميع جوانب حياة المسلم تعبدية إذا اقترنت بالنية الصالحة، فهو في العمل، أو الفكر، أو الجد، أو القتال، أو اللهو، أو الأكل، أو النوم، أو العلم، وغيرها من الأعمال التي تخطر على البال في عبادة، حتى في الجماع مع الزوجة؛ فلقد ورد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «. . . وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر (١)»
فكل أفعال الإنسان المسلم ونشاطاته عبارة عن تنويعات تدور حول حقيقة واحدة، هي العبادة، ويصح الاختلاف بينها في الهيئة ليس إلا، وفي المظهر وليس الجوهر. فليس في التصور الإسلامي نشاط إنساني لا ينطبق عليه معنى العبادة، أو لا يطلب فيه تحقيق هذا الوصف، فالمنهج الإسلامي غايته تحقيق العبودية لله أولا وآخرا.
(١) صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب كل معروف صدقة، ج ٣، ص ٧٦. وكذلك: المسند، أحمد بن حنبل مسند الأنصار، حديث ٢٠٥٠٨.