وإخضاعها للمراقبة والتقويم، وتكييف هذه الأنشطة الترويحية المجلوبة مع قيم المجتمع وثقافته.
ومما لا شك فيه أن المجتمع المسلم في حالة أخذه بتلك الضوابط فإنه يعمل بشكل مباشر على نجاح برامجه الترويحية؛ لأنه أخذ في الاعتبار الخصوصية التي يتميز بها عن غيره من المجتمعات على سطح الأرض، وهذا بدوره يؤدي إلى تحقيق النتائج المتوقعة من البرامج الترويحية، وليس هذا فحسب، بل ستكون في أقصى درجات الإيجابية على الفرد وعلى المجتمع بصفة عامة، فضلا عن تحقيق التوازن في حياة الفرد والمجتمع المسلم في أوضح صوره ومعانيه، إضافة إلى الاقتراب من التكامل في حياة المجتمع المسلم، ومن تحقيق المقاصد المستهدفة من التواصي بالحق والتواصي بالصبر.
ولقد غفل عن هذا المبدأ الهام في التخطيط للبرامج الترويحية- وهو مبدأ الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المجتمع- بعض من كتب في الأنشطة الترويحية وأوقات الفراغ، إضافة إلى إهمالهم بعض الضوابط السابقة، مما يجعلنا نحكم بفشل تلك البرامج وعدم مناسبتها بشكلها المطروح دونما تعديل. ومما يؤسف له أن معظم الكتب التي تناولت الأنشطة الترويحية أوردت أنشطة لا تتناسب والمجتمع المسلم، فقلما نجد كتابا من المكتب المذكورة يخلو من الحث والتشجيع على ممارسة الموسيقى والعزف والغناء والرقص وإقامة نوادي لها، بل واعتبارها جانبا هاما في العملية الترويحية، على الرغم من ورود الأدلة العديدة والصريحة في تحريمها.