القضاء على هذه الدولة الجديدة، التي نبعت من الجزيرة، خوفا من المد الإسلامي الذي يجدد للأمة دينها، فقد تحركت الحملات، واشتدت في عام ١٢٢٥هـ.
٦ - ولكي يبرهن الداعون إلى التنفير من هذه الدعوة، على ما يدعون إليه، خاصة وأن الإعلام عنها وعن أنصارها ضعيف، ولا يصل للمتطلعين، إلا ما يبعثه خصوم الدعوة، وأصحاب الأهواء ضدها وهم الأقدر على الاتصال مع الأمم الأخرى، فإنه لا بد من إلباس الشيخ سليمان ثوبا يتلاءم مع الهدف الذي تفتقت الحيلة عنه، لإلباسه أيضا لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهو لقب (الوهابية) ليتلازما في خطين متوازيين، يخدم أحدهما الآخر، رغم أن دعوة الشيخ محمد، تتنافر مع الوهابية الرستمية، من حيث المعتقد والمحتوى. والمكان والطريقة، وأسلوب الاستشهاد بالدليل الشرعي؛ لأن الرستمية خارجية أباضية تخالف معتقد أهل السنة والجماعة، كما هو معروف عنهم، لدى علماء المالكية، في شمال أفريقيا والأندلس، قبل تغلب الإفرنج عليها وذهابها من الحكم الإسلامي الذي هيمن عليها، قرابة ثمانية قرون. بينما الشيخ محمد بن عبد الوهاب، في دعوته لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة، ويدعم رأيه في كل أمر بالدليل الصحيح، من الكتاب والسنة، وما انتهجه السلف الصالح، كما هو واضح النص والقياس في جميع كتبه ورسائله.
أما سليمان فلم يعرف له رأي يخالفه ذلك، لا في الشيخ ولا في دعوته، ولم يذكر المخالفون للشيخ محمد وفق الرسائل الكثيرة رأيا