للشيخ سليمان يخالف ما سار عليه أخوه، ولو عرفوا شيئا عنه، وهم لصيقون به لذكروه كبرهان يستدل به، ويقوي حجتهم، لكن العكس هو الصحيح، كما سوف يرى القراء فيما بعد، من هذا البحث نموذجا من رسائله المؤيدة لدعوة الشيخ، والتأسف على ما مضى، والحث لبعض طلبة العلم بالانضمام إلى هذه الدعوة، وتبيين محاسنها.
٧ - وقرينة أخرى فإن مخالفة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب لأخيه الشيخ محمد، التي تعتبر توقفا، لا معاداة للدعوة، كانت كما قلنا في بداية أمر دعوة الشيخ، وانطلاقها من الدرعية بمؤازرة الإمام محمد بن سعود، ووقتها لم تتعد الردود الكلام الشفهي. والشائعات التي لا يخلو منها أي مجتمع، وخاصة في كل أمر مهم كدعوة الشيخ محمد.
وحسين بن غنام رحمه الله، ممن رصد ذلك بتاريخه، وقد عاصرهما سويا، وتوفي بعدهما بزمن في عام ١٢٢٥ هـ. ولم يذكر من ذلك شيئا، رغم أنه ذكر كثيرا من أسماء المخالفين للشيخ محمد في دعوته، كما أنه لم يذكر: المشايخ أحمد بن محمد التويجري، وأحمد بن عثمان الشبانة، ومحمد بن عثمان بن شبانة. وهم ممن بينهم وبين الشيخ سليمان مكاتبات حول الدعوة، وكانوا متوقفين في البداية، حتى عرفوا صدقها وسلامة ما يدعو إليه الشيخ محمد فأيدوها، كما يتضح من رسائلهم المتبادلة. وسوف نورد نموذجها في حدود ما تنجلي به الشبهة. ولا غيرهم من علماء نجد في مدنها العديدة، ممن توقف حتى يتحقق أمامهم صدق الدعوة. وهذا ليس بغريب، بل إن كثيرا من صحابة