للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم، تأخروا في الاستجابة لدعوته صلى الله عليه وسلم، وعادوه وآذوه، فصبر حتى أظهر الله الأمر، وفتح مكة، فانساقوا للدعوة جماعات كما قال سبحانه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} (١) {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} (٢).

٨ - ومن جانب أخر فإن كلمة الوهابية، في وضعها اللغوي الصحيح تكون نسبة لوالدهما عبد الوهاب سويا، ولا يمكن أن يكون لسليمان الابتداع في إطلاق هذا المسمى على دعوة أخيه، لأنه يعرف دلالة اللغة العربية، كما لم يعرف أن والدهما عبد الوهاب، قد اكتسب اسم هذه النسبة، ومن جهة أخرى، فإنه لم يرد على والده، وهو يدرك أن النسبة خطأ، لأنها من نسبة الشيء إلى غير أصله، فلا يمكن أن نقول للمكي إنه شامي، ولا للمصري إنه عراقي، ولا للهندي إنه مغربي، وهكذا.

وإن أطلقت الوهابية تجوزا فإن محمدا وسليمان مشتركان فيها، الراد والمردود عليه، وهذا مما لا ينطلي على الشيخ سليمان بن عبد الوهاب، إن كان هو صاحب الرد حقيقة، أما إذا كان الرد مدسوسا عليه، وهذا هو الأرجح عندي، فإن جهالة المفتري تجعله يقع في مزالق أبلغ من ذلك.

٩ - وقلنا في القرينة الرابعة ما يدل على أن كل من كتب عن الشيخ، كان لسبب دفع إليه، وهدف قصده هو أو وجه نحوه، لتحقيق


(١) سورة النصر الآية ١
(٢) سورة النصر الآية ٢