غاية مقصودة حول هده الدعوة، إذ يرى أصحاب هذا الاتجاه: أن من أهم ما يجب إبرازه، معارضة المحيطين بالشيخ من أهل نجد، ففي العراق، وفي الشام، وفي مصر وفي غيرها تلقف الناس، أقوال أشخاص ناوءوا الدعوة، كما يظهر من الردود: عند ابن جرجيس، وابن حداد العلوي وغيرهما. بل نموذج ذلك مربد التميمي الذي ذهب من نجد لليمن عام ١١٧٠هـ، ثم رجع إلى مكة، وصادف قبولا عند المتخوفين من الدعوة بعد سماع أخبارها، فوضع في وظيفة محدث في الحرم المكي. وقال عنه الشيخ عبد الله بن بسام: والقصد أن هذا الرجل وأمثاله ممن ناوءوا الدعوة الإصلاحية، هم الذين شوهوا سمعتها وألصقوا بها الأكاذيب، وزوروا عليها الدعاية الباطلة، حتى اغتر بهم من لا يعرف حقيقتها، ولا يخبر حالها، فرميت بالعداء عن قوس واحد، إما من الحاسدين الحاقدين، وإما من المغرورين المخدوعين، وإما من أعداء الإصلاح والدين، حتى غزتها الجيوش العثمانية في عقر دارها، فأوقفت سيرها، وشلت نشاطها، بالقضاء على دعاتها، وإبادة القائمين عليها من ملوك الحكومة السعودية الأولى، ورجال العلم من أبناء الشيخ محمد وأحفاده (١).
أ- ومن هؤلاء المناوئين سليمان بن محمد بن سحيم، الذي جاء ذكره في كثير من رسائل الشيخ، بأنه يكتب للأقطار في النيل من الشيخ محمد، ومهاجمة دعوته، ويصور للناس في رسائله أشياء لم
(١) انظر كتابه (علماء نجد خلال ثمانية قرون) ٦/ ٤١٩.