شعر أولئك بهذا المد الجديد، الذي سيقضى على مصالح المستعمرين والمنتفعين، من جراء تلقي العامة، وفهمهم تعاليم الإسلام الصافية النقية الخالية من البدع والمحدثات، لأنها وفق ما جاء في كتاب الله، أو ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أيده الصحابة والتابعون لهم بإحسان.
ورأوا أن تسمية هذه الدعوة، التي ساندها الأئمة من آل سعود، وتوسعت دائرة انتشارها حتى أصبحت قوية، بعد أن بدأ نجمها يسطع سريعا باسم: المحمدية، تقوية لها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بها من عند ربه اسمه محمد، وهذا يزيدها تمكينا عند المسلمين. أو باسم الدعوة الجديدة فهذا لا يحقق الغرض المقصود في استثارة العامة والجهال، وهم الدهماء في المجتمع الإسلامي، ولا يحققان تأليب العداء عليها، وعلى القائمين عليها.
وخوفا من أن يؤثر رأي الدارسين المنصفين في بلاد الإسلام أو بلاد الغرب. فقد تفتقت الحيلة على إيجاد رأي معاكس يخدم الغرض، ويؤلب على هذه الدعوة ورجالها، فقالوا عن الشيخ وعن أتباعه أنهم خوارج، وأنهم قرامطة، وأن مذهبهم خاص أو خامس، وأنهم جاءوا بدين جديد، وأنهم يكفرون غيرهم، فكانت هذه الأقوال متضاربة ومتباينة.
فوجدوا بغيتهم في اسم الوهابية، لما فيه من إثارة وشمولية، مقرونة بالفتاوى القديمة الصادرة عن هذه الملة في الأندلس وشمال أفريقيا، منذ القرن الثاني الهجري.
وأن في اسم سليمان بن عبد الوهاب ومخالفته لأخيه محمد في