دعوته، ما يعزز ذلك علاوة على المبرر القوي الذي يضفي الشرعية على ما وصفوا الدعوة به، لوجود الفتاوى التي تبرز للعامة، فيتلقفها أصحاب المصالح والأهداف التي تخدم ما في نفوسهم.
يدعم ذلك الأكاذيب التي ألصقت بالشيخ محمد ورجال الدعوة معه، حيث تكونت الأرضية المناسبة لهذا العمل المناوئ للدعوة.
وعندما تجمعت هذه المبررات أمامهم، ووجدوا طريقا ممهدا لتحريك الجيوش، وتشجيع المرتزقة والمتحمسين ضد الوهابية القديمة، جردت الحملات لمحاربة الخوارج كما يزعمون، الذين وصفوهم بالكفار الوهابية.
ووفق هذه التسمية، حيث نفضوا الغبار عن ذلك اللقب الكامن في سجلات التاريخ، فقد وجدوا في اسم سليمان الأخ الشقيق للشيخ محمد مكسبا يعزز مطلبهم، ولكي يقوى هذا السلاح في أيديهم، جاءت فكرة التأليف باسمه، ردا كتابيا يوزع في البلاد التي أشيعت فيها الردود على الشيخ محمد، ليكون في رد سليمان ركيزة قوية في تهيئة النفوس للاستجابة لما هدفوا إليه.
فبدأ إرهاق الناس بالضرائب- كما يقول الجبرتي في تاريخه:(عجائب الآثار) - وإجبار الناس على الإنفاق والبذل، والإغداق على بعض قبائل الجزيرة لتسهيل المهمة، مع إغرائهم بالذهب والفضة، حتى أن أهل مصر صار تعاملهم (بالنيكل). إلى جانب الأموال السرية من الغرب، والمستشارين في حملته منهم، لتقوية إبراهيم باشا حتى يحقق مآربهم في القضاء على هذه الدولة الجديدة.