كل هذا مع تذكية العداوة بالحماسة للقتال بالنفس، لمن لا يقدر على الإنفاق، والجبرتي رحمه الله ممن عاصر الأحداث، حتى قيل إن إبراهيم باشا أوعز بقتله عام (١٢٣٨هـ) رحمه الله، لما ثبت له من آرائه حول الدعوة السلفية في نجد، المصاحبة لقيام الدولة السعودية الأولى. فقد استنكر رحمه الله الحملة، واستنكر تكبر إبراهيم باشا وتعاظمه على العلماء، الذين جاءوا للسلام عليه بعد عودته من حملته على الدرعية، واستهجانه تسميتهم لأهل نجد بالكفار، نموذج ذلك ما ذكره عن حوادث عام (١٢٣٥ هـ)، وخاصة في شهر صفر (١).
- هذا الأسلوب الذي عملوه في استغلال اسم الشيخ سليمان بن عبد الوهاب، والأكاذيب عليه، وعلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب له نظائر في أعمالهم ضد الدعوة الإصلاحية وحماتها، نورد منها اثنين فقط.
الأول: ما تزعمته صحيفة (المقطم) ضد الملك عبد العزيز رحمه الله، من أنه مصاب بمرض السل، ومن أمور أخرى فندها صاحب مجلة المنار، ورد أكاذيبهم، ومنها ما قالوه عن تمرد البادية ورجوع البلاد للفوضى، والدعوة إلى توقف المسلمين عن الحج.
الثاني: همفر الذي قيل عنه بأنه جاسوس بريطاني له علاقة بالشيخ محمد بن عبد الوهاب، كما جاء في المذكرات التي سميت باسم: مذكرات همفر.
ومقصد الأول: خدمة من دفع له، ليدافع باسمهم وعن مآربهم.
(١) يراجع الجزء الرابع من (عجائب الآثار) للجبرتي، حوادث عام ١٢٣٥هـ.