للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وإيرادنا للمراحل الثلاث التي مرت بالشاعر حميدان، كما ذكر الدكتور عبد الله الفوزان، برهان على أن الكل في المنطقة مروا بمثل هذا الموقف، رغبة في التثبت، والروية حتى تنجلي الحقيقة، والشيخ سليمان بن عبد الوهاب، مر بمرحلة مماثلة لهذه المراحل، ومعه الشيخ ابن عفالق، والمشايخ الثلاثة من المجمعة، كما بان من الرسالتين المتبادلتين بينهم وبين الشيخ سليمان، حيث انجلت الشبهة، وبان الأمر فاستجابوا وندموا على ما فات.

وهذه سنة الله في الأمم مع أنبيائهم، حيث يتوقف أقوام، يستجيب من أراد الله له الخير، بعد زمن قد يطول أو يقصر، ويصر ويعاند من لم يرد الله هدايته.

ولعل أبرز العوامل لاستجابة كثير من المتوقفين أو المحايدين، ما حققته هذه الدعوة من انتصارات، وخاصة على دهام بن دواس حاكم الرياض، حيث عرف هروبه بدون سبب أو سابق إنذار، أو حتى التزود بالماء والطعام للطريق بـ (رجفة دهام بن دواس). وصار الناس إلى هذا الوقت يدعون بها على خصومهم، وكان ذلك في عام ١١٨٧هـ (١).

وحتى قيل إن من أراد اللحاق به من شيعته لما هرب، لحقوا به على عجل، ولم يكن لديهم من الوقت ما يتأهبون به للسفر، ولا بقليل من الماء، مع أن هروبهم من الرياض، كان في حمارة القيض فماتوا عطشا في شعب من الشعاب شرقي مدينة الرياض، وسمي هذا الشعب بـ: شعيب أبا (٢) الناس؛ لأنه صار مقبرة لهم بعدما ماتوا، وقد امتد بنيان الرياض إلى ذلك الشعب.


(١) انظر: (تاريخ ابن بشر) حوادث عام ١١٨٧هـ جـ ١ ص ١١٩.
(٢) لم تصرف أبا، لأنها على الحكاية، وقد أصبحت علما للشعب المذكور.