للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البحث عن حلول القضية. فمن خلال مباحثات تمت منذ سنوات مع أحد المجازر الدانمركية رغب بعض الإخوة في الاتفاق مع الشركة على ذبائح خاصة للتصدير إلى الدول الإسلامية فوافقت هذه الشركة على ذلك بشرط أن يقوم الإخوة أنفسهم باستجلاب العمال المسلمين بمعرفتهم مع ضمان استمرارهم في العمل وحين البحث عمن يقوم بهذا العمل تبين أن هذه المجزرة تقع في قرية صغيرة بعيدة عن المدن الكبرى وهذا الأمر لا يشجع أحدا على قبول هذا العمل لتعارضه مع ميول العمال الأجانب عادة في السكني في العاصمة أو على الأقل في المدن الكبيرة لأسباب تتعلق بأوضاعهم الاجتماعية في الغربة وحرصهم على التجمع لسهولة التفاهم وتبادل الأخبار والزيارات وهذا الأمر لا يتحقق بالسكني في القرى النائية.

فالأمر إذن يتطلب إخلاصا وتفانيا من بعض المسلمين لإنجازه على الوجه المطلوب كما يتطلب إيفاد من له دراية شرعية بالقضية وتخصيص ميزانية مناسبة لإنشاء مجزرة إسلامية للتصدير للدول الإسلامية تتوفر فيها الشروط الشرعية والعصرية في آن واحد والجمعية من جانبها على استعداد للمساعدة في الاتصالات التمهيدية مع الشركات التي تصنع آلات الذبح والاتفاق مع إحدى شركات الاستشارة والتخطيط لعمل دراسة مستوفية لتكاليف المشروع واحتياجاته.

بقيت كلمة أخيرة. . لا تتعلق بالدجاج ذاته. . ولكن تتعلق بمن يأكل منه من المسلمين. . فالمعروف أن القلة من الناس هي التي تتحرى الحلال. . والأغلبية لا تفكر في ذلك. . بل تظن التحري في بعض الأحيان عسرا ومشقة. . وهي للأسف سمة العصر الذي نعيش فيه. . الاهتمام بإشباع الغرائز والميول أولا ثم بعد ذلك يساء استخدام عبارة "إن الله غفور رحيم". . كما يريد أغلبنا دخول الجنة ولقاء الله تعالى دون علم أو عمل. . أو تضحية ولو بسيطة فقد يلجأ الكثير من المسلمين إلى قطع مسافات طويلة- قد تصل إلى السفر- في سبيل الحصول على سلعة أو طعام معين بمواصفات معينة والتكبد في سبيل ذلك المشاق الكثيرة ليس إرضاءا لله وللرسول. . . ولكن إرضاءا للهوى فحسب. . فإذا تعلق الأمر بحكم شرعي تحايلوا وتهربوا بحجة أن "الدين يسر" ولم يقولوا مرة إن مع العسر يسرا" وإن دخول الجنة لن يتم إلا بتكبد الصعاب وأضرب على ذلك مثالا يتعلق بفئة (النباتيين) الذين يمنعون أنفسهم من أكل اللحوم ومشتقاتها فهؤلاء معروفون في العالم كله. . وحرصهم شديد على تحري ما يأكلون. . حتى إن منهم من يبلغ به حد الورع مبلغا فلا يأكل الكعك والمربى المطروحة في الأسواق خشية أن تكون مصنوعة من دهون الحيوانات ويسألون قبل الشراء عن مكونات الطعام ولهم حوانيت خاصة بهم في كل مكان.

فهؤلاء وضعوا قوانينهم بأنفسهم ويحترمونها ولا يعتبرون التحري والدقة ضربا من التعصب أو تضييع الوقت والجهد فما بال المسلمين ينزل عليهم كتاب من الله وتصلهم سنة نبيه فلا يهتمون