للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إن صاحب المقالة رد على من قال بجواز الاستمناء باليد يعني بذلك الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه " الحلال والحرام " حيث طرق موضوع هذه القضية ثم قال بجواز الاستمناء باليد عند الضرورة وليس رأيه هذا ببدع من القول والزور لجواز ارتكاب أدنى الضررين لدفع أعلاهما وهو عمل جائز في مذهب الحنابلة قال في الإقناع ولا يعزر يعني من استمنى بيده أي لقوة الخلاف وضعف القول بحرمته (١). وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن أبناء المهاجرين والأنصار في غزواتهم الطويلة كانوا يستريحون بالاستمناء باليد وهذا الاستمناء هو كاسمه حقيقة ومعنى ولا يسمى نكاحا فإخراج هذا المني إلى التراب أو إلى الفراش أيسر من وضعه في فرج حرام- وقال شيخ الإسلام في فتاواه: إن اضطر الشخص إلى الاستمناء بيده مثل أن يخاف الزنا إن لم يستمن أو يخاف المرض فهذا فيه قولان مشهوران وقد رخص في هذه الحال طوائف من السلف والخلف (٢). .

هذا وإن أساطين الشيعة ورؤساءهم يتعففون عن هذا العمل فلا نسمع بغني ولا فقير أنه سلم ابنته لرجل باستئجاره لها يوما أو يومين أو أسبوعا أو شهرا باسم نكاح المتعة فهم يترفعون عن العمل بهذا وعدم السقوط فيه لدناءته فهو نكاح مفسدة وتنقل في اللذات وحتى إن جريمة الزنا قليلة فيما بينهم وليس فيه شيء من المصالح سوى قضاء وطر الشهوة بخلاف النكاح الدائم الشرعي فإنه يترتب عليه مصالح كثيرة منها الإحصان وكونه يحصن الزوج عن غير زوجته ويحصنها ومتى أشرك مع زوجته غيرها من الأخدان فإنه يفسد به نظام الزوجية الشرعية فيبغض زوجته وتبغضه.

ومنها أن الله سمى الزوجة سكنا فيسكن إليها الزوج وتسكن إليه ويأنس بها فقال سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (٣). فالزوج سكن للمرأة يسكن إليها ويطمئن بها فتجلب إليه الأنس والسرور والغبطة والحبور وتقاسمه الهموم والغموم ويكون بوجودها بمثابة الملك المخدوم والسيد المحشوم- فمسكين مسكين رجل بلا زوجة- والعزاب هم أراذل الأحياء وشرار الأموات. . . كما أن الزوج كرامة ونعمة للزوجة يرفع مستوى ضعفها وينشر جناح وحدتها ويسعى عليها بكل ما تشتهي من الحاجات والنفقات ويجعلها سيدة بيت وسعيدة عشيرة وأم بنين وبنات.

ومنها أن الله سمى الزوجة حرثا الذي هو محل لإنشاء النسل المحبوب تكثيره عند الشرع ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تزوجوا الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة (٤)» ولا توجد هذه الميزات


(١) انظر الإقناع- باب التعزير من كتاب الحدود- المجلد الثالث
(٢) المسألة ٣٨ ص ٦٢ من المجلد الأول- فتاوى ابن تيمية
(٣) سورة الروم الآية ٢١
(٤) سنن النسائي النكاح (٣٢٢٧)، سنن أبو داود النكاح (٢٠٥٠).