للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووقف علماء هذه الأمة الربانيون من أولئك الجهمية موقفا يحمدون عليه، حيث إنهم نصروا السنة، وفضحوا أهل البدع، وكشفوا عوارهم، وبان خزيهم، وافتضح أمرهم.

وقد كفر العلماء من قال بمقالة الجهمية في خلق القرآن، وأجمعوا على ذلك، وصنفوا الكتب والمصنفات في ذلك.

ولما خمدت نار الجهمية، وانطفأت فتنة القول بخلق القرآن، وكان في هذه الأمة من لم يفهم كلام السلف، ولم يرفع بالسنة رأسا، وكان يريد مجادلة الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم من الطوائف على القول بخلق القرآن، فإنه قد وقع في أخطاء جسيمة لا تقل شناعة عن قول الجهمية والمعتزلة، بل جهم العلماء من قال بها، حيث ظهرت " اللفظية " الذين يقولون: بأن ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، وقد شدد العلماء في ذلك.

وقال الإمام أحمد (ت ٢٤١) رحمه الله تعالى: " افترقت الجهمية على ثلاث فرق: الذين يقولون: مخلوق، والذين شكوا، والذين قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة " (١).

وقال أبو زرعة (ت ٢٦٤) وأبو حاتم (ت ٢٧٧) الرازيان: " من قال لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي، أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي " (٢).


(١) الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية، ومجانبة الفرق المذمومة ـ الرد على الجهمية ـ (١/ ٢٩٧) رقم (٧٢)
(٢) رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/ ١٧٩).