وقال حرب بن إسماعيل الكرماني (ت ٢٨٠): " إن الحق والصواب الواضح المستقيم الذي أدركنا عليه أهل العلم: أن من زعم أن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا مخلوقة، فهو جهمي مبتدع خبيث "(١).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت ٧٢٨) رحمه الله تعالى: " وأما البدعة الثانية المتعلقة بالقرآن المنزل: تلاوة العباد له، وهي مسألة اللفظية فقد أنكر بدعة اللفظية- الذين يقولون: إن تلاوة القرآن وقراءته واللفظ به مخلوق- أئمة زمانهم، جعلوهم من الجهمية، وبينوا أن قولهم يقتضي القول بخلق القرآن، وفي كثير من كلامهم تكفيرهم، وكذلك من يقول: إن هذا القرآن ليس هو كلام الله، وإنما هو حكاية عنه، أو عبارة عنه، أو أنه ليس في المصحف والصدور إلا كما أن الله ورسوله في المصاحف والصدور ونحو ذلك، وهذا محفوظ عن الإمام أحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وأبي مصعب الزهري، وأبي ثور، وأبي الوليد الجارودي، ومحمد بن بشار، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمرو العدني، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن أسلم الطوسي، وعدد كثير لا يحصيهم إلا الله من أئمة الإسلام وهداته ".
(١) رواه اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة (٢/ ٣٥٣)