وأخذ عن كبار علمائها، ومن أجلهم: عبد القادر الجيلي الحنبلي، ثم عاد إلى دمشق، وفي طريقه إليها أخذ عن بعض علماء الموصل. وفي سنة ٥٦٧ هـ رحل مرة أخرى إلى بغداد، ثم عاد بعد إلى دمشق الشام.
رابعا: عقيدته:
عقيدته في توحيد الأسماء والصفات على سبيل الإجمال: خصصت الكلام هنا عن عقيدته بتوحيد الأسماء والصفات؛ لأنها متعلق هذه الرسالة، وقد كتب في عقيدته الباحث علي بن محمد الشهراني بحثا بعنوان:" منهج ابن قدامة في تقرير عقيدة السلف وموقفه من المخالفين لها ".
فالإمام الموفق رحمه الله تعالى على عقيدة السلف أهل الحديث في باب أسماء الله تعالى وصفاته، وطريقته هي طريقتهم، وكتبه في الاعتقاد شاهدة على ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:" وأما أبو عبد الله بن بطة، فطريقته طريقة المحدثين المحضة، كأبي بكر الآجري في الشريعة، واللالكائي في السنة، والخلال مثله قريب منه، وإلى طريقته يميل الشيخ أبو محمد ومتأخروا المحدثين (١)، غير أن بعض المتأخرين رماه بشيء من التفويض، بل إن بعض العلماء حكم عليه بذلك؛ قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعالى (ت ١٤١٥هـ): " وقد غلط ابن قدامة في لمعة
(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٦/ ٥٢، ٥٣).