للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (١).

فرد الله عليهم بقوله: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} (٢). وقالوا: {لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} (٣). وقال بعضهم {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} (٤). فقال سبحانه: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} (٥).

وما كانوا يشيرون بهذا القول إلا إلى هذا الكتاب العزيز، وأيضا فإنهم طلبوا الإتيان ببدله، قال الله تبارك وتعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ} (٦). أفتراهم طلبوا تبديل ما في نفس الباري مما لا يعلمونه ولا يدرون ما هو؟! ثم كيف علموا أن في نفس الله تعالى قرآنا؟! وبأي طريق وصل إليهم؟! هذا وما كان قائل هذه المقالة خلق بعد.

والآيات الدالة على أن القرآن هو هذا الكتاب العربي كثيرة، ومن لم ينتفع بما قد ذكرنا منها لم ينتفع بزيادة عليها، لكنا نتحداهم بما تحدى الله تعالى به نظراءهم من الملحدين، فنقول: إن زعمتم أن هذا من كلام المخلوقين فأتوا بسورة مثله إن كنتم


(١) سورة الفرقان الآية ٥
(٢) سورة الفرقان الآية ٦
(٣) سورة الأنفال الآية ٣١
(٤) سورة المدثر الآية ٢٥
(٥) سورة المدثر الآية ٢٦
(٦) سورة يونس الآية ١٥