للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} (١) والذي صرفت فيه الأمثال وضربت إنما هو هذا الحاضر.

وقال: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} (٢)، ولا يتحداهم بالإتيان بما لا يعرفونه ولا يدرون ما هو، وسماه الله عربيا، وأخبر أنه هو الكتاب، فقال تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} (٣) {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (٤)، وقال: {حم} (٥) {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} (٦) {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (٧)، فمن أنكر كون القرآن هو الكتاب العربي، فهو من الذين لا يعقلون.

ومن أوضح الدلائل على ذلك: أن الكفار قالوا: هذا شعر، فرد الله سبحانه عليهم بقوله: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} (٨) وما ليس بحروف لا يجوز أن يكون شعرا عند أحد، فلما سموه شعرا علم يقينا أنهم إنما أرادوا بذلك هذا النظم العربي، فلما نفى الله عنه كونه شعرا، وأثبته قرآنا، لم تبق شبهة لذي عقل أن القرآن هو هذه السور والآيات. كذلك قالوا: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ} (٩)


(١) سورة الروم الآية ٥٨
(٢) سورة الإسراء الآية ٨٨
(٣) سورة يوسف الآية ١
(٤) سورة يوسف الآية ٢
(٥) سورة الزخرف الآية ١
(٦) سورة الزخرف الآية ٢
(٧) سورة الزخرف الآية ٣
(٨) سورة يس الآية ٦٩
(٩) سورة الفرقان الآية ٥